خطبة الجمعة بعنوان : اسم الله الجامع … تجليات الوحدة والاتحاد (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ)
اسم الله الجامع ... تجليات الوحدة والاتحاد

خطبة الجمعة بعنوان : اسم الله الجامع … تجليات الوحدة والاتحاد (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) ، بتاريخ 23 محرم 1447هـ ، الموافق 18 يوليو 2025م.
لتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : اسم الله الجامع … تجليات الوحدة والاتحاد (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) بتاريخ 18 يوليو 2025 ، بصيغة word
ولتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان :اسم الله الجامع … تجليات الوحدة والاتحاد (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) بتاريخ 18 يوليو 2025 بصيغة pdf
عناصر خطبة جمعة استرشادية بعنوان : اسم الله الجامع … تجليات الوحدة والاتحاد (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) ، كما يلي:
الاِتِّحادُ أَظْهَرُ تَجَلِّيَاتِ اسْمِ اللهِ الْجَامِعِ
اِسْتِلْهَامُ اسْمِ اللهِ الْجَامِعِ ضَرُورَةٌ حَيَاتِيَّةٌ
الإيمَانُ بِاللهِ الْجَامِعِ أَسَاسُ بِنَاءِ الدَّوْلَةِ فِي الْعَهْدِ النَّبَوِيِّ
الْوَحْدَةُ أَسَاسُ بِنَاءِ الْحَضَارَاتِ الْعَظِيمَةِ
الْخُلَاصَةُ
ولقراءة خطبة جمعة استرشادية بعنوان : اسم الله الجامع … تجليات الوحدة والاتحاد (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) ، بتاريخ 18 يوليو 2025 بعنوان، كما يلي:
خُطْبَةٌ بِعُنْوَانِ: اِسْمُ اللهِ الْجَامِعِ… تَجَلِّيَاتُ الْوَحْدَةِ وَالِاتِّحَادِ
(الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ)
بتاريخ 23 محرم 1447هـ 18 يوليو 2025م
اسم الله الجامع يحمل أنوارًا تنعكس على الكون بأسره، وتؤكد أن الاتحاد قوة، وأن التفرق ضعف، والعيش في ظلال هذه الأنوار ضرورة حياتية، فقد تأسست الدولة النبوية في ظل الإيمان باسم الله الجامع، وما نهضت الحضارات إلا باتحاد أهلها.
العناصر:
الاِتِّحادُ أَظْهَرُ تَجَلِّيَاتِ اسْمِ اللهِ الْجَامِعِ
اِسْتِلْهَامُ اسْمِ اللهِ الْجَامِعِ ضَرُورَةٌ حَيَاتِيَّةٌ
الإيمَانُ بِاللهِ الْجَامِعِ أَسَاسُ بِنَاءِ الدَّوْلَةِ فِي الْعَهْدِ النَّبَوِيِّ
الْوَحْدَةُ أَسَاسُ بِنَاءِ الْحَضَارَاتِ الْعَظِيمَةِ
الْخُلَاصَةُ
الِاتِّحَادُ أَظْهَرُ تَجَلِّيَاتِ اسْمِ اللَّهِ الْجَامِعِ
يَبْرُزُ اسْمُ “الْجَامِعِ“ كَوَاحِدٍ مِنْ أَبْهَى تَجَلِّيَاتِ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى، فَلَيْسَ مَجَرَّدَ صِفَةٍ لِلَّهِ، بَلْ هُوَ دَعْوَةٌ عَمِيقَةٌ لِلتَّأَمُّلِ فِي مَعْنَى الْوَحْدَةِ وَالِاتِّحَادِ، فَهَذَا الِاسْمُ يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ أَسْرَارًا وَأَنْوَارًا، تَنْعَكِسُ عَلَى الْكَوْنِ بِأَسْرِهِ، وَمِنْ ثَمَّ عَلَى حَيَاةِ الْإِنْسَانِ، مُؤَكِّدًا عَلَى أَنَّ “الِاتِّحَادَ قُوَّةٌ“.
فَاسْمُ “الْجَامِعِ“: يُشِيرُ إِلَى اللَّهِ الَّذِي يَجْمَعُ الْمُتَفَرِّقَاتِ، وَيَضُمُّ الشَّتَاتَ، وَيُوَحِّدُ الْمُتَنَافِرَاتِ. هُوَ الَّذِي يَجْمَعُ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ لِيَوْمِ الْحِسَابِ، وَيَجْمَعُ بَيْنَ أَضْدَادِ الْكَوْنِ فِي تَنَاغُمٍ بَدِيعٍ – اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، الرُّوحِ وَالْجَسَدِ –؛ لِتُشَكِّلَ لَوْحَةً فَنِّيَّةً مُتَكَامِلَةً. هَذَا التَّنَاغُمُ الْكَوْنِيُّ لَيْسَ وَلِيدَ الصُّدْفَةِ، بَلْ هُوَ تَجَلٍّ لِقُوَّةِ الْجَمْعِ الْإِلَهِيَّةِ الَّتِي تَخْلُقُ الِانْسِجَامَ مِنَ التَّنَوُّعِ.
فَهَذَا النِّظَامُ الْبَدِيعُ، يَعْكِسُ بِوُضُوحٍ اسْمَ اللَّهِ “الْجَامِعِ“، الَّذِي يُمْسِكُ بِزِمَامِ الْأُمُورِ، وَيَضْمَنُ اسْتِمْرَارَ هَذَا الِاتِّحَادِ الْكَوْنِيِّ، يَقُولُ اللَّهُ – تَعَالَى – فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [سورة يس: ٤٠].
أَمَّا عَلَى صَعِيدِ الْإِنْسَانِ، فَنَجِدُ أَثَرَ اسْمِ “الْجَامِعِ“ يَتَجَلَّى فِي فِطْرَتِهِ الَّتِي تَمِيلُ إِلَى الِاجْتِمَاعِ وَالتَّعَاوُنِ، فَالْإِنْسَانُ كَائِنٌ اجْتِمَاعِيٌّ بِطَبْعِهِ، لَا يَسْتَطِيعُ الْعَيْشَ بِمَعْزِلٍ عَنِ الْآخَرِينَ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَجْتَمِعَ الْأَفْرَادُ، وَتُوَحَّدَ جُهُودُهُمْ نَحْوَ أَهْدَافٍ مُشْتَرَكَةٍ، فَالْأَيْدِي الْمُتَصَافِحَةُ أَقْوَى مِنَ الْأَيْدِي الْمُتَفَرِّقَةِ، وَالْقُلُوبُ الْمُتَآلِفَةُ أَصْلَبُ فِي مُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ، وَعِنْدَمَا يَتَّحِدُ الْأَفْرَادُ، تَتَضَاعَفُ قُوَاهُمْ، وَتَتَجَسَّدُ مَقُولَةُ “الِاتِّحَادُ قُوَّةٌ“ عَلَى أَرْضِ الْوَاقِعِ، يُعَبِّرُ عَنْهَا قَوْلُ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ –: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: ١٠٣].
فَهَذِهِ الْآيَةُ خَيْرُ دَلِيلٍ عَلَى أَهَمِّيَّةِ الْجَمْعِ وَالْوَحْدَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنَّهَا نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَسْتَوْجِبُ الشُّكْرَ، فَهَذَا التَّعْبِيرُ الْإِلَهِيُّ بِالْمَنِّ وَالنِّعْمَةِ، دَعْوَةٌ صَرِيحَةٌ؛ لِلتَّمَسُّكِ بِمَا يَجْمَعُ، وَنَبْذِ مَا يُفَرِّقُ؛ لِأَنَّ فِي ذَلِكَ الْخَيْرَ، وَالْبَرَكَةَ، وَالْقُوَّةَ، وَالَّتِي جَمِيعُهَا مِنْ تَجَلِّيَاتِ اسْمِ اللَّهِ “الْجَامِعِ“.
وَفِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ يُؤَكِّدُ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَلَى أَهَمِّيَّةِ الْجَمَاعَةِ وَالِاتِّحَادِ، وَخُطُورَةِ التَّفَرُّقِ وَالتَّشَرْذُمِ؛ فَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: “إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الْإِنْسَانِ، كَذِئْبِ الْغَنَمِ، يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ وَالنَّاحِيَةَ، فَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَالْعَامَّةِ“ (رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي “الْمُسْنَدِ.
فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ تَحْذِيرٌ نَبَوِيٌّ، يُؤَكِّدُ أَنَّ التَّفَرُّقَ يُضْعِفُ الْفَرْدَ، وَيَجْعَلُهُ فَرِيسَةً سَهْلَةً، بَيْنَمَا الْجَمَاعَةُ تَحْمِيهِ، وَتُقَوِّيهِ، فَالِاجْتِمَاعُ حِصْنٌ حَصِينٌ ضِدَّ وَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ، وَمَكَايِدِهِ.
اسْتِلْهَامُ اسْمِ اللَّهِ الْجَامِعِ ضَرُورَةٌ حَيَاتِيَّةٌ
وَفِي ظِلِّ الْوَضْعِ الرَّاهِنِ يُصْبِحُ اسْتِلْهَامُ مَعْنَى اسْمِ “الْجَامِعِ“ أَكْثَرَ إِلْحَاحًا، لَا سِيَّمَا فِيمَا يَخُصُّ وَحْدَةَ الْأُمَّةِ، وَالْوَطَنِ، فَالْخِلَافَاتُ وَالنِّزَاعَاتُ، سَوَاءٌ كَانَتْ عَلَى مُسْتَوَى الْأَفْرَادِ أَوِ الْأُمَمِ، هِيَ نَتَاجُ الِابْتِعَادِ عَنْ مَبْدَإِ “الْجَمْعِ“، فَعِنْدَمَا يَتَغَلَّبُ مَبْدَأُ الْأَنَا، وَتَتَفَكَّكُ الرَّوَابِطُ، يَضْعُفُ الِاجْتِمَاعُ، وَتَتَلَاشَى الْقُوَّةُ، وَلَكِنْ عِنْدَمَا تَتَّجِهُ الْقُلُوبُ وَالْجُهُودُ نَحْوَ هَدَفٍ مُشْتَرَكٍ، مُسْتَلْهَمَةً مِنِ اسْمِ اللَّهِ “الْجَامِعِ“ وَحْدَتَهَا وَقُوَّتَهَا، يُمْكِنُ تَجَاوُزُ الصِّعَابِ، وَتَحْقِيقُ الْمُعْجِزَاتِ، فَكَمْ مِنْ أُمَمٍ نَهَضَتْ مِنْ رَمَادِ التَّفَرُّقِ بِفَضْلِ وَحْدَتِهَا؟ وَكَمْ مِنْ مُجْتَمَعَاتٍ تَجَاوَزَتْ أَزْمَاتِهَا بِفَضْلِ تَمَاسُكِهَا؟ فَهَذِهِ الْقُوَّةُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ قُوَّةٍ مَادِّيَّةٍ، بَلْ هِيَ قُوَّةٌ رُوحِيَّةٌ، تَنْبُعُ مِنَ الْإِيمَانِ بِوَحْدَةِ الْمَصِيرِ، وَوَحْدَةِ الْهَدَفِ، وَوَحْدَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ، إِنَّهَا قُوَّةٌ تُحْدِثُ تَحَوُّلًا جَذْرِيًّا فِي مَسَارِ الْأُمَمِ، مُحَوِّلَةً الضَّعْفَ إِلَى عَزْمٍ، وَالْيَأْسَ إِلَى أَمَلٍ.
الْإِيمَانُ بِاللَّهِ الْجَامِعِ أَسَاسُ بِنَاءِ الدَّوْلَةِ فِي الْعَهْدِ النَّبَوِيِّ
حَادِيكَ أَكْبَرُ مِثَالٍ عَلَى أَثَرِ الْجَمْعِ وَالِاتِّحَادِ فِي تَحْقِيقِ الْقُوَّةِ، حَيْثُ مَشْهَدُ بِنَاءِ “الدَّوْلَةِ الْمَدَنِيَّةِ“ فِي الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ، فَقَدْ قَامَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِتَأْلِيفِ الْقُلُوبِ، وَجَمْعِ الْأَفْرَادِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، رَغْمَ اخْتِلَافِ خَلْفِيَّاتِهِمْ، وَعَادَاتِهِمْ؛ لِيُصْبِحُوا جَسَدًا وَاحِدًا، هَذَا الْجَمْعُ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ اتِّحَادٍ سِيَاسِيٍّ، بَلْ كَانَ انْدِمَاجًا رُوحِيًّا، وَاجْتِمَاعِيًّا عَمِيقًا، أَسَاسُهُ الْإِيمَانُ بِالْجَامِعِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى –.يَقُولُ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: “الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا”، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ” مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
هَذَا التَّشْبِيهُ يُوَضِّحُ عُمْقَ التَّرَابُطِ وَالتَّكَامُلِ بَيْنَ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ الْمُؤْمِنِ، وَأَنَّ قُوَّتَهُمْ تَكْمُنُ فِي تَمَاسُكِهِمْ، وَتَكَاتُفِهِمْ، فَكَأَنَّهُمْ بِنَاءٌ مَتِينٌ لَا يَتَصَدَّعُ. وَعِنْدَمَا يَسْتَشْعِرُ أَفْرَادُ الْأُمَّةِ هَذَا الْمَعْنَى، تَتَلَاشَى الْفُرُوقَاتُ الثَّانَوِيَّةُ، وَتَتَوَحَّدُ الصُّفُوفُ؛ لِمُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ الْكُبْرَى.
الْوَحْدَةُ أَسَاسُ بِنَاءِ الْحَضَارَاتِ الْعَظِيمَةِ
فَالْحَضَارَاتُ الْعَظِيمَةُ لَمْ تُبْنَ إِلَّا عَلَى أَسَاسٍ مِنَ الْوَحْدَةِ، وَالتَّكَاتُفِ، فَعِنْدَمَا تَجْتَمِعُ الْعُقُولُ، وَالْخِبْرَاتُ، وَالْجُهُودُ، تَتَضَافَرُ لِإِنْتَاجِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ مَجْمُوعِ أَجْزَائِهَا. فَاسْمُ “الْجَامِعِ“، يَدْعُونَا إِلَى الْوَحْدَةِ فِي التَّنَوُّعِ، وَإِلَى إِيجَادِ الِانْسِجَامِ فِي الِاخْتِلَافِ، فَالتَّنَوُّعُ ثَرَاءٌ، وَالِاخْتِلَافُ قُوَّةٌ، إِذَا مَا تَمَّ تَوْجِيهُهُ نَحْوَ هَدَفٍ مُشْتَرَكٍ، هَذَا الْمَفْهُومُ يُعَزِّزُ مِنْ قِيمَةِ الْحِوَارِ، وَالتَّفَاهُمِ الْمُتَبَادَلِ، وَيَرْسِي قَوَاعِدَ التَّعَاوُنِ بَيْنَ مُكَوِّنَاتِ الْأُمَّةِ الْمُخْتَلِفَةِ، مِمَّا يُوَلِّدُ طَاقَةً هَائِلَةً لِلْبِنَاءِ وَالتَّقَدُّمِ، يَقُولُ اللَّهُ – تَعَالَى :{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: ١٠٥]، فَتِلْكَ الْآيَةُ تَحْمِلُ تَحْذِيرًا شَدِيدًا مِنْ عَوَاقِبِ التَّفَرُّقِ وَالِاخْتِلَافِ، وَتُؤَكِّدُ عَلَى أَنَّ الْوَحْدَةَ هِيَ أَسَاسُ النَّجَاةِ، وَالْقُوَّةِ، وَأَنَّ الْعَذَابَ يَكُونُ نَتِيجَةً حَتْمِيَّةً لِمَنْ يُصِرُّ عَلَى التَّشَرْذُمِ بَعْدَ وُضُوحِ الْحَقِّ. إِنَّهَا دَعْوَةٌ لِلْأُمَّةِ؛ لِتَعِيَ خَطَرَ التَّفَكُّكِ، وَتَسْتَذْكِرَ عَوَاقِبَ الْأُمَمِ الَّتِي تَفَرَّقَتْ.
وَخِتَامًا نَقُولُ:
إِنَّ اسْمَ اللَّهِ “الْجَامِعَ“ لَيْسَ مُجَرَّدَ اسْمٍ يُتْلَى، بَلْ هُوَ مَفْهُومٌ عَمِيقٌ، يَجِبُ أَنْ يَتَغَلْغَلَ فِي وَعْيِنَا، وَسُلُوكِنَا، إِنَّهُ تَذْكِيرٌ دَائِمٌ بِأَنَّ الْقُوَّةَ الْحَقِيقِيَّةَ تَكْمُنُ فِي الْاتِّحَادِ، وَأَنَّ الْفُرْقَةَ ضَعْفٌ، فَإِذَا أَرَدْنَا لِمُجْتَمَعَاتِنَا أَنْ تَزْدَهِرَ، وَلِأُمَّتِنَا أَنْ تَنْهَضَ، فَلَا بُدَّ أَنْ نَسْتَلْهِمَ مِنْ قُوَّةِ اسْمِ اللَّهِ “الْجَامِعِ“ أَنْوَارَهُ، وَنَجْعَلَهُ نِبْرَاسًا، يَسْرِي فِي أَوْصَالِ الْأُمَّةِ، كَمَا يَسْرِي الْمَاءُ فِي الْوَرْدِ، فَاللَّهُمَّ بِحَقِّ اسْمِكَ “الْجَامِعِ“، اجْمَعْ أُمَّتَنَا عَلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَحَوِّلْنَا إِلَيْكَ تَحَوُّلًا يُرْضِيكَ عَنَّا.
الْخُلَاصَةُ
الِاتِّحَادُ أَسَاسُ بِنَاءِ الْحَضَارَاتِ الْعَظِيمَةِ، وَاسْمُ اللَّهِ “الْجَامِعُ“ دَعْوَةٌ لِلْوَحْدَةِ وَالتَّمَاسُكِ الْمُجْتَمَعِيِّ، وَالْعَيْشِ فِي ظِلِّ هَذَا الِاسْمِ الْكَرِيمِ ضَرُورَةٌ، وَمَطْلَبٌ شَرْعِيٌّ، وَضَرُورَةٌ حَيَاتِيَّةٌ فِي ظِلِّ الظُّرُوفِ الرَّاهِنَةِ؛ لِأَنَّهُ تَذْكِيرٌ دَائِمٌ بِأَنَّ الْقُوَّةَ الْحَقِيقِيَّةَ تَكْمُنُ فِي الِاتِّحَادِ، وَعَلَيْهِ تَأَسَّسَتِ الدَّوْلَةُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف